يقترب الاحتلال الاسرائيلي من إعلان ضم الضفة الغربية المحتلة بشكل كامل، في وجود صمت وضعف من قبل السلطة في اتخاذ أي قرارات رادعة.
وسبق اتخذ المجلس الوزاري المصغر للاحتلال (الكابينت) استئناف إجراءات تسوية وتسجيل الأراضي في الضفة الغربية، والتي كانت متوقفة منذ عام 1968.
ويعد هذا القرار خطوة متعمدة نحو الضم وتوسيع لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي في الضفة الغربية، وخرق للقانون الدولي.
كما أعلنت دولة الاحتلال في مارس 2025 عن فصل 13 مستوطنة في الضفة الغربية، تمهيدًا للاعتراف باستقلالها، مما يعزز من سيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتندرج هذه الممارسات ضمن انتهاكات واضحة لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تمنع الدولة المحتلة من نقل سكانها إلى الأراضي المحتلة أو إجراء أي تغييرات ديمغرافية فيها.
نائب رئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة اعتبر ان الخيارات الفلسطينية الحقيقية تنحصر في التنصل من اتفاق أوسلو وتبعاته، وتجسيد وحدة وطنية حقيقية ترتكز على مقاومة الاحتلال وعدم الرهان على الأنظمة العربية.
وأكد خريشة في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن تجسيد الدولة على الأرض يكون من خلال مجلس وطني وجسم شرعي فلسطيني، موضحًا في الوقت نفسه أن السلطة باتت مستهدفة ومهددة بالانهيار، بينما تسعى (تل أبيب) وواشنطن لأن تبقى هذه السلطة جزءًا من إستراتيجية صنعت بأيديهما، هدفها إدارة شؤون المدنيين في المدن الرئيسية وعزل كل مدينة عن الأخرى.
وقال خريشة إنه لا يمكن فصل ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة وتجويع، عما تشهده الضفة الغربية من ضم وتهويد وتهجير، مشيرًا إلى أن المستوطنين يتحركون هناك بغطاء عسكري إسرائيلي ودعم أمريكي ودولي، في إطار أهداف الاحتلال لضم الضفة والسيطرة على القدس وفرض سيادته المزعومة الكاملة عليهما.
وأكد أن القوى والشارع الإسرائيلي باتوا متفقين على مواقف ومخططات نتنياهو في الضم والتهويد وتهجير أهالي القدس والضفة، لافتًا إلى أن بعض المواقف الأوروبية تجاه الاحتلال تعد جيدة، لكنها لا ترتقي إلى المستوى المطلوب لإجباره على وقف حرب الإبادة ومخططات التهجير.
وقال خريشة إن انتشار ما يقارب ألف حاجز وبوابة عسكرية قطع أوصال الضفة الغربية وحولها إلى تجمعات معزولة عن بعضها بفعل سياسات الاحتلال والمستوطنين.
وبين أن المقاومة كما صمدت في مواجهة هجمات الاحتلال قادرة على التصعيد أمام أي تهديد باحتلال قطاع غزة، مشددًا على أن الصمت العربي سمح للاحتلال بالتمادي في جرائمه بالقطاع والضفة، داعيًا إلى موقف عربي موحد يضغط من أجل وقف العدوان على غزة.
دعم أمريكي
بدوره، أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة أن إعلان ضم الغربية المتوقع يجري بضوء أخضر أمريكي، إذ تواصل إدارة واشنطن دعم سياسات نتنياهو في الضفة، في انسجام مع خطط أمريكية سابقة، من بينها المقترحات المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وقال جعارة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إن "نتنياهو يعمل منذ سنوات على الذهاب إلى ضم الغربية بشكل معلن بعد الاستيلاء على كثير من الأراضي".
وبين أن توقيت إعلان الضم متاح حاليا خاصة في ظل الدعم الأمريكي غير المحدود من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحكومة نتنياهو المتطرفة.

